القيم و الأفكار الموجهة للمشروع: مدينة ذكية, الاستدامة, جودة الحياة الحضرية
أدوات السياسات العامة المعتمدة في المشروع: آلية تمويل, بناء المرافق والبنى التحتيّة, تخطيط
مدينة زناتة البيئية هي مشروع حضري تنموي مستدام ومتعدد الاستخدامات،1 يقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الدار البيضاء.2 يتمتع هذا المشروع بموقع استراتيجي عند نقطة التقاء أكبر مدينتين في المغرب، الرباط، العاصمة الإدارية، والدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية.3 وتُعد زناتة أول مدينة بيئية في المغرب،4 وكذلك أول مدينة أفريقية تنال علامة المدينة البيئية (Eco-City Label)”.i 5
ويأتي هذا المشروع كاستجابة للتوسع الحضري السريع والنمو السكاني المتزايد في منطقة الدار البيضاء الكبرى.6 وضمن البرنامج الوطني المغربي الذي أُطلق عام 2004 لإنشاء 15 مدينة جديدة بحلول عام 2020، يسعى مشروع مدينة زناتة إلى مواجهة التحديات الحضرية التي تعاني منها الدار البيضاء، المدينة التي تُعرف بتفاوتاتها الحادة بين أحيائها؛ فمن جهة، هناك الأحياء الغربية الحديثة والمزدهرة، ومن جهة أخرى، الأحياء الشرقية الصناعية التي تعاني من العزلة والفقر.7
تم تصميم مدينة زناتة البيئية لتحقيق هدفين رئيسيين، هما: (1) “التوسع الحضري وتوفير حلول سكنية”؛ وذلك عبر توفير مساكن أساسية8 9 لحوالي 300,000 نسمة،10 بهدف التخفيف من أزمة السكن في الدار البيضاء والحد من انتشار الأحياء العشوائية. (2) “الاستدامة والابتكار في المدن الذكية”؛ من خلال دمج مبادئ المدن البيئية مع تقنيات المدن الذكية لخلق بيئة حضرية نابضة بالحياة، فعالة، مستدامة، وصالحة للعيش، تعكس نمط الحياة المغربي ضمن إطار عصري ومبتكر.11
يغطي المخطط التنظيمي لمدينة زناتة البيئية مساحة قدرها 18.3 كيلومترًا مربعًا،12 وتمتد على طول 5.35 كيلومتر بمحاذاة ساحل المحيط الأطلسي، وعلى عمق 3.5 كيلومتر باتجاه الداخل حتى الطريق السريع.13 ويتضمن هذا المخطط عدة مكونات رئيسية، منها:
تُعد مدينة زناتة البيئية نموذجًا لمدينة مصممة من أجل رفاهية سكانها، حيث تتكامل الحدائق والمساحات الخضراء بانسجام مع النسيج الحضري للمدينة.22 وتسهم أحواض احتجاز المياه في إعادة تغذية الطبقات الجوفية بالمياه، ودعم جهود التشجير داخل الموقع. وقد صُممت هذه الحدائق، التي تعتمد على الري الطبيعي وتمتد حتى ساحل البحر، كممرات بيئية تهدف إلى تعزيز التنوع البيئي وترسيخ مفاهيم الاستدامة البيئية.23
تهدف المنطقة الصناعية في مدينة زناتة إلى تعزيز كفاءة استخدام الطاقة والمياه، والحد من النفايات السائلة والصلبة في كل من المناطق السكنية والصناعية.24 وتسعى المدينة إلى خلق ما يقارب 100,000 فرصة عمل في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، تشمل المركز التجاري، مركز المعارض، التعليم والرعاية الصحية، اللوجستيات، السياحة، الصناعات الخفيفة، والخدمات البلدية وغيرها من المجالات. ولا تقتصر أهداف هذه المبادرات على دعم النمو الاقتصادي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى جذب الاستثمارات وتعزيز مكانة زناتة كمركز حضري مستدام ومزدهر.
تم تفويض مشروع مدينة زناتة إلى صندوق الإيداع والتدبير (CDG) بموجب مذكرة تفاهم وُقّعت تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس في 11 فبراير 2006.25 وفي إطار هذا التفويض، أنشأ صندوق الإيداع والتدبير شركة تهيئة زناتة (SAZ) لتتولى مسؤولية الإشراف على التصميم العام للمشروع وتنفيذ مراحل تطويره.26 وقد تم إعداد المخطط التنظيمي للمدينة من قِبل المكتب الفرنسي “رايشن وروبرت).27
تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع مدينة زناتة البيئية نحو 2.2 مليار دولار،28 ويتم تمويله من قبل الحكومة المغربية بدعم من جهات تمويل دولية، من بينها الاتحاد الأوروبي الذي قدّم قرضًا بقيمة 4.3 مليون دولار، ووكالة التنمية الفرنسية (AFD) التي ساهمت بمبلغ 163 مليون دولار، بالإضافة إلى بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) الذي وفّر تمويلاً مماثلاً بقيمة 163 مليون دولار.29 30
بدأت أعمال تطوير مدينة زناتة في عام 2016، ومن المقرر استكمال المشروع على مدى عشر سنوات.31 وتشمل أبرز الإنجازات المتوقعة حسب السنوات ما يلي:
موقع المشروع الإلكتروني
ملاحظات
i علامة المدينة البيئية (ECL) هي شهادة تم الحصول عليها في مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين (COP 22) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي عُقد في عام 2016 في مراكش.
المراجع