خطة التنقل الحضري المستدام لمنطقة سوسة الكبرى (SUMP)

تُمثل خطة التنقل الحضري المستدام (SUMP) الإطار الاستراتيجي الهادف إلى تحويل أنماط التنقل في منطقة سوسة الكبرى، تونس.¹ وتشكل هذه الخطة إحدى الركائز الاساسية لبرنامج التنمية الحضرية المتكاملة (IUDP) الخاص بسوسة الكبرى.^{i 2} وتتولى قيادة هذه المبادرة أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية (SECO) التابعة للاتحاد السويسري، وذلك بالتعاون مع بلدية سوسة.³

شهدت أطراف مدينة سوسة توسعًا عمرانيًا سريعًا اتبع نموذجًا شعاعيًا-مركزيًا(radio-concentric)، مما أسفر عن زيادة الاعتماد على وسائل التنقل الآلي وقطع مسافات طويلة خلال التنقلات اليومية.⁴ وفي مواجهة هذا الواقع، تهدف خطة التنقل الحضري المستدام (SUMP) إلى إعادة تصوّر مدينة سوسة كـ “مدينة التقارب” بحلول عام 2030،⁵ وذلك من خلال تحويل نموذج التنقل في المدينة من حالة فرط الحركة(hyper-mobility) إلى حالة فرط التقارب (hyper-proximity)، ومن اعتماد نهج “عدم التدخل وترك الأمور تسير من تلقاء نفسها(laissez-faire)، إلى تبني استراتيجية منظمة ومستدامة للتنقل الحضري.⁶

يقع المشاة في قلب هذا التحول، إذ يُعدّون غالبًا الفئة الأكثر عرضة للمخاطر في شوارع سوسة التي تهيمن عليها حركة المرور. وتركّز الخطة على إعطاء الأولوية لما يلي:

• توفير مسارات آمنة، مريحة، وسهلة الوصول للمشاة،⁷ بهدف تعزيز ثقافة المشي واستخدام الدراجات الهوائية،⁸
•  تطوير المساحات العامة وشبكات التنقل، بما يسهم في تحسين التنقل اليومي وتعزيز جاذبية مدينة سوسة كوجهة سياحية صديقة للمشاة والزوار.⁹

انطلاقًا من مفهوم “المدينة التي يمكن اجتيازها في 15 دقيقة”، تسعى الاستراتيجية إلى استبدال النموذج التقليدي القائم على المركز والأطراف في مدينة سوسة – والذي يتميز بسيطرة مركز المدينة واعتبار البلديات المحيطة به ذات دور ثانوي – بهيكل حضري متعدد المراكز. وضمن هذا التصور، تُعامل كل منطقة على أنها مركز مستقل ومكتفٍ ذاتيًا، يوفّر للسكان الخدمات الأساسية على مقربة من أماكن إقامتهم، مع ضمان وجود روابط فعالة بين مختلف الأحياء، دون الحاجة إلى الاعتماد على مركز المدينة.¹⁰

تتمحور عملية إعادة تنظيم التنقل داخل منطقة سوسة الكبرى حول هدفين أساسيين:¹¹
(1)تقليص مسافات التنقل، بهدف التخفيف من حدة الازدحام المروري وتقليل الفترات الزمنية التي يستغرقها التنقل اليومي.
(2) تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، من خلال دعم وتطوير شبكات التنقل النشط، كالمشي وركوب الدراجات، إلى جانب تعزيز وسائل النقل العمومي.
ولتحقيق ذلك، تُعطي الخطة الأولوية لـ:¹²

• تطوير نظام تنقل متعدد الوسائط، يدمج المشي وركوب الدراجات الهوائية في الرحلات الداخلية.
•  تعزيز وسائل النقل العام، وضمان اتصال فعال وسلس في جميع أنحاء منطقة سوسة الكبرى.
•  تشجيع الاستخدام المسؤول للسيارات، وتقليل الاعتماد المفرط على المركبات الخاصة لصالح حلول التنقل المستدامة.

تتبنى عملية التخطيط نهجاً تشاركياً وتواصلياً، يُشرك المجتمع المدني والجهات الفاعلة العامة على حد سواء، من خلال ورش عمل مخصصة للاستماع والتفكير، تُنظمها بلدية سوسة. ويهدف هذا النهج إلى ضمان تكامل مختلف الرؤى وتعزيز التوافق الجماعي حول خيارات التنقل الحضري المستدام.^{13 14}
أطلقت بلدية سوسة هذا المشروع،¹⁵ بالتعاون مع وزارة الشؤون المحلية والبيئة (MALE) وعدد من البلديات الأخرى ضمن التجمع الحضري.^{16 17} ويُموَّل المشروع من قبل الأمانة العامة للشؤون الاقتصادية التابعة للاتحاد السويسري (SECO)، فيما تتولى شركة (TRANSITEC) مسؤولية الإشراف على إعداد وتطوير الاستراتيجية.¹⁹