حديقة أم الإمارات

منتزه أم الإمارات (ام الامة)،¹ المعروف سابقًا باسم منتزه مشرف،² هو مركز مجتمعي يجمع بين الترفيه والتعليم في مدينة أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.⁴ يُعد المنتزه من أقدم وأكبر المنتزهات في أبو ظبي.³

وتتمثل رؤية المنتزه في “إنشاء وجهة صديقة للعائلة، تركز على المجتمع وإستدامة بيئيًا للترفيه، والتعليم والإثراء الثقافي،”⁵ وذلك تكريمًا لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الحفاظ على التاريخ الثقافي والطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة.⁶

يطمح المنتزه إلى أن يكون مركزًا مجتمعيًا يسهم في تعزيز الروابط الأسرية والتفاعل الاجتماعي والاحتفال بالمكونات الثقافية والطبيعية المميزة لإمارة أبو ظبي.⁷ كما يهدف المنتزه إلى تقديم مجموعة متنوعة وشاملة من البرامج الترفيهية والتعليمية والبيئية، التي تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية، مما يسهم في تعزيز صحة ورفاهية جميع زواره.⁸

تشكل الاستدامة والحفاظ على التراث الركيزتين الأساسيتين في تصميم المنتزه، حيث تم الإبقاء على أكثر من 200 شجرة كبيرة قائمة، يزيد عمرها عن 20 عامًا.¹⁰ يقع منتزه أم الإمارات في موقع مركزي على شارع 15، بين شارع الكرامة وشارع المطار،ويمتد على مساحة 145,000 متر مربع،¹¹¹² ويحتوي على تسعة معالم جذب رئيسة:¹³

1. المدرج المفتوح: يقع المدرج المفتوح مقابل جناح المدخل بمساحة تبلغ 6,000 متر مربع، ويتميز هذا المدرج الكبير، الواقع في الهواء الطلق، بقدرته على استيعاب أكثر من 3,000 شخص، مما يجعله مثاليًا لإقامة فعاليات متنوعة، مثل: الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والعروض الفنية. كما يضم المدرج نافورة مائية تفاعلية، بالإضافة إلى غرف لتبديل الملابس، ومساحات مخصصة للإضاءة والمعدات الفنية.¹⁴
2. حظيرة الحيوانات وحديقة الحيوانات الأليفة: وتمتد على مساحة 1,200 متر مربع وتقع ضمن حديقة الأطفال، وتديرها حديقة حيوانات العين، وتحتوي على 26 حيواناً بما في ذلك الخيول الصغيرة والجمال، كما تضم مراوح ترطيب مخصصة للتبريد خلال فصل الصيف.¹⁵
3. الحديقة النباتية: تغطي الحديقة النباتية مساحة تبلغ 7,000 متر مربع، وتحتوي على أكثر من 200 نوع من النباتات القادمة من الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى. كما تضم الحديقة بركة مائية مصنوعة من الحجر الطبيعي، ومقاعد خشبية توفر أماكن مريحة للجلوس، بالإضافة إلى جسر صغير.¹⁶
4. حديقة الأطفال: تُعد حديقة الأطفال منطقة لعب تفاعلية تمتد على مساحة 11,000 متر مربع، وتستوعب ما يصل إلى 3,000 شخص. تضم الحديقة مجموعة متنوعة من مناطق اللعب، بالإضافة إلى منطقة رش بالماء، وسينما خارجية. كما توفر الحديقة أنشطة مخصصة للأطفال برسوم قدرها 10 دراهم لكل نشاط.¹⁷
5. جناح الحديقة المسائية: يُعد جناح الحديقة المسائية مساحة خضراء هادئة تمتد على مساحة 3,000 متر مربع، ومصممة خصيصًا للاسترخاء والقراءة، أو العمل في أجواء هادئة. كما يضم الجناح مرافق دورات مياه ومناطق جلوس.¹⁸
6. المروج الكبرى: تمتد المروج الكبرى على مساحة مفتوحة تبلغ 18,000 متر مربع، وهي مصممة لتلبية احتياجات الزوار للرياضة واليوغا والاسترخاء. تستوعب المروج ما يصل إلى 8,000 شخص، وتحتوي على ملعبين، بالإضافة إلى أنشطة حسية، ومقاييس لسرعة الرياح. كما تضم معدات للتمارين الخارجية، ومناطق جلوس مريحة، ومنافذ لتقديم المأكولات والمشروبات،xviii مما يوفر تجربة متكاملة للزوار.¹⁹
7. بيت الظل: يُعد بيت الظل هيكلًا أيقونيًا حيث يشغل مساحة 1,000 متر مربع، بطول يبلغ 40 مترًا وارتفاع يصل إلى 30 مترًا. يتكون البيت من طابقين علويين يطلان على المنتزه، مما يوفر إطلالات خلابة. كما يحتوي الهيكل على مصعد ودورات مياه ومرج أخضر بمساحة 690 مترًا مربعًا. ويضم بيت الظل 40 نوعًا من النباتات التي تنمو في بيئة مُحكمة الرطوبة.²⁰
8. حديقة الحكمة: تُعد حديقة الحكمة حديقة هادئة تمتد على مساحة 1,230 مترًا مربعًا، مخصصة لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعرض الحديقة 30 مقولة من أقواله المأثورة، بالإضافة إلى 10 جدران رخامية وهياكل مائية.²¹
9. الممشى: يُعد الممشى مسارًا مخصصًا للاسترخاء يمتد على مساحة 340 مترًا مربعًا، ويحيط به أشجار النخيل، بالإضافة إلى نوافير المياه والمقاعد الخشبية. كما يحتوي الممشى على مساحة مخصصة لاستضافة الأسواق، مما يجعله مكانًا مثاليًا للمشي والاستجمام.²²

استقطب منتزه أم الإمارات أكثر من 700,000 زائر في عامه الأول،²³²⁴ ليصبح مركزًا حيويًا يجذب المقيمين والسياح والعائلات على حد سواء.²⁵ ويُقدم المنتزه مجموعة واسعة من الأنشطة المصممة لتلبية احتياجات جميع الأعمار، بما في ذلك مناطق ترفيهية وملاعب ومناطق للياقة البدنية ومشاهد طبيعية خضراء. ويوفر المنتزه أيضًا تجارب تفاعلية مميزة، مثل “مزرعتي الصغيرة” للأطفال، والتي تُتيح للأطفال فرصة تعلم أساسيات الزراعة والتفاعل مع الحيوانات. ويستضيف المنتزه احتفالات خاصة، بالإضافة إلى تقديم معالم مائية ساحرة.²⁶ كما تقدم حظيرة الحيوانات تجربة فريدة لمحبي الحيوانات، تشمل إطعام الحيوانات وركوبها.²⁷

تستفيد المجموعات التعليمية من البرامج الطبيعية وورش العمل والمعارض التي يُقدمها المنتزه،²⁷ الذي يُعتبر مكانًا مثاليًا لاستضافة تجمعات المنظمات المجتمعية والفعاليات التي يُنظمها مختلف الجهات.²⁸ يمكن للزوار استكشاف حديقة النباتات، وركوب القطار العائلي، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، أو الاسترخاء في أماكن مميزة مثل “بيت الظل”. ²⁹ علاوة على ذلك، يوفر المنتزه باقات تعليمية تهدف إلى تمكين الطلاب من جميع المستويات بالمعرفة والمهارات العملية،³⁰ وتتراوح تكلفة أنشطة هذه الباقات بين 45 و65 درهمًا إماراتيًا لكل طالب.³¹

منتزه أم الإمارات مملوك لمجموعة الاستثمار الخاصة “العين القابضة”،³² وقد تم تطويره بالتعاون مع فريق متنوع من المصممين العالميين. قادت شركة “سمبل براون للتصميم” عملية التصميم المعماري، بينما قامت مجموعة “برايت فيو للتصميم”، المعروفة سابقًا باسم “فالي كريست”،^{33 34} بتصميم المشاهد الطبيعية. كما تولت شركة “كريستال فاونتنز” مسؤولية تصميم وتشغيل النافورة المائية، في حين كانت شركة “واتر إن موشن” هي المقاول المنفذ للأعمال المائية.³⁵ عمل هذا الفريق المتعدد التخصصات على إعادة تصور المنتزه بما يتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، مع الحفاظ على دمج المرافق الحديثة مع التراث الثقافي والعادات المحلية.³⁶ لعب المقاولون المحليون، إلى جانب الموظفين ذوي الخبرة، دورًا حيويًا في إنجاح عملية البناء والتنفيذ.³⁷

مرّ منتزه أم الإمارات بعدة مراحل من التنفيذ والتطوير. كان اسمه الأصلي منتزه مشرف، وافتتح لأول مرة في عام 1982م كمساحة مخصصة حصرياً للنساء والأطفال.³⁸ في عام 2012م، بدأت خطط إعادة التطوير، مما أدى إلى إغلاقه من عام 2013م إلى عام 2015م لإجراء تحديثات كبيرة³⁹ بتكلفة 48.7 مليون دولار.⁴⁰ أعيد افتتاح الحديقة للجمهور في 19 مارس 2015م، وتميز بتحديثات عصرية واسعة النطاق.⁴¹ وفي وقت لاحق من ذلك العام، حصل المنتزه على جائزة الاستحقاق في فئة التصميم من الجمعية الأمريكية لمهندسي المشاهد الطبيعية (ASLA).⁴² وفي عام 2016م، تم تغيير اسم الحديقة إلى حديقة أم الإمارات تكريماً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك،ⁱ,⁴³ وحصل على جائزة العلم الأخضرⁱⁱ المرموقة للاستدامة.⁴⁴ في عام 2022م، أطلق المنتزه مبادرة” الجدار الأخضر“، بما يتماشى مع رؤية الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.⁴⁵