تطوير ساحل نواكشوط

يُعتبر مشروع تطوير ساحل نواكشوط مبادرة استراتيجية ورائدة انطلقت سنة 2018 لحماية وتعزيز الساحل الأطلسي للعاصمة الموريتانية. ¹ويركّز المشروع على مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية الناتجة عن تغيّر المناخ، مثل تآكل السواحل، ومخاطر الفيضانات، وتراجع التنوع البيولوجي، إضافة إلى التمدد العمراني العشوائي. ²³

يتوخى المشروع أن تصبح نواكشوط “مركزًا ساحليًا مرنا، وشاملًا، ونابضًا بالحياة اقتصاديًا”، من خلال دمج حماية البيئة مع التنمية الحضرية المستدامة.

يهدف المشروع إلى حماية نواكشوط من مخاطر الغمر البحري والتعرية الساحلية، والحد من التوسع الحضري العشوائي، إضافةً إلى تعزيز الربط بين المدينة والساحل بما يتيح استغلالًا أفضل للموارد الطبيعية وتوفير فرص اقتصادية جديدة وتحقيق تحسين ملموس في جودة حياة السكان. ⁴⁵

تنسجم هذه المبادرة مع الاستراتيجية الوطنية الشاملة لموريتانيا ومع أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وبشكل خاص الهدف 13 (العمل المناخي)، والهدف 9 (البنية التحتية المرنة)، والهدف 11 (المدن المستدامة)، والهدف 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي). ⁶⁷وهي تجمع بين إعادة التأهيل البيئي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. ⁸⁹

لتنفيذ هذه الرؤية الاستراتيجية، يغطي مشروع تطوير ساحل نواكشوط كامل الشريط الساحلي للمدينة عبر مجموعة من المكونات المحورية، صُممت بعناية لتحقيق أثر مزدوج على البيئة وسكان العاصمة، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة. وتشمل هذه المكونات:
·       ترميم الكثبان الرملية: تعزيز حاجز طبيعي من الكثبان الرملية بطول 12 كيلومترًا للتخفيف من مخاطر الفيضانات والتعرية. ¹⁰¹¹
·       الدمج الحضري الساحلي: تطبيق تدابير تخطيطيه للحد من التوسع العشوائي، وتحسين الربط بين المدينة والساحل.
·       التصميم البيئي: اعتماد النباتات المحلية ومواد البناء الصديقة للبيئة مع إعادة تأهيل الكثبان، مما يحافظ على التنوع البيولوجي ويعزز المرونة البيئية.
·       الصرف الصحي والتخفيف من آثار الفيضانات: تطوير البنية التحتية لحماية نحو 75,000 شخص من سكان المناطق المنخفضة من المخاطر المناخية، بما يحسن الصحة العامة وجودة الحياة.
·       التنشيط الاقتصادي: تطوير المساحات التجارية الساحلية، والمتنزهات، والمناطق الترفيهية (أكثر من 60 هكتارًا)، بما في ذلك دعم الزراعة المجتمعية ومشاتل النباتات. ¹²
·       التنقل والانبعاثات: تحويل حركة الشحن بعيدًا عن مراكز المدينة لتقليل الازدحام والانبعاثات.
·       الطاقة المتجددة وإدارة الموارد: دمج حلول الطاقة النظيفة وأنظمة المياه الفعالة في البنية التحتية الساحلية.
·       الحفاظ على التنوع البيولوجي: إنشاء مناطق محمية ومبادرات تعليمية لدعم النظم البيئية المحلية.¹³

فيما يتعلق بالاستدامة، ¹⁴يتبنى مشروع تطوير ساحل نواكشوط استراتيجيات صديقة للبيئة، بما في ذلك استخدام مواد طبيعية لتقوية الكثبان الرملية، وأنظمة إدارة موفرة للمياه مدمجة في البنية التحتية، واعتماد حلول الطاقة المتجددة للبنية التحتية الساحلية، ¹⁵كما يعزز الشمولية من خلال تصميم مساحات عامة يسهل امنة وسهلة الوصول تخدم جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك ذوي الإعاقة والفئات الهشة. ¹⁶

يقود هذا المشروع حكومة موريتانيا وصندوق التنمية الحضرية البلدية (UMDF)، ويتم تنفيذه بالتعاون مع شركاء دوليين مثل Meridiam والبنك الأفريقي للتنمية (ADF). ¹⁷¹⁸

يتم التنفيذ على عدة مراحل؛
·       المرحلة الأولية: تركز على تقوية الكثبان الرملية والبنية التحتية الحرجة للتكيف مع تغير المناخ. ¹⁹²⁰
·       المرحلتان الحالية والمستقبلية: توسيع الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين الترابط البيئي، وتطوير المرافق العامة. ²¹²²

يُواصل مشروع تطوير ساحل نواكشوط إحراز تقدم ملموس في مرحلتي الدمج الحضري والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، محققًا تحسينات قابلة للقياس في مجالات المرونة المناخية، والتخطيط الحضري المستدام، وتعزيز سبل العيش المجتمعية. ويهدف المشروع في محصلته النهائية إلى ترسيخ مكانة نواكشوط كنموذج مستدام، شامل، وقادر على التكيف مع تحديات تغيّر المناخ في المنطقة الساحلية. ²³²⁴²⁵