مشروع وحدات إعادة التدوير في الخرطوم

يعتبر مشروع وحدات إعادة التدوير في الخرطوم، السودان، مبادرة استراتيجية في مجال إدارة النفايات، تهدف إلى تحويل النفايات الصلبة إلى موارد ذات قيمة اقتصادية. iويُنظر إلى هذا المشروع على أنه “نموذج لتطوير الاقتصاد الدائري في السودان”، إذ يسعى إلى تقليل الأثر البيئي الضار للنفايات، وفي الوقت ذاته تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، ii من خلال خلق فرص عمل، وتحفيز الصناعات المرتبطة بإعادة التدوير.

يعزز المشروع الإدارة المستدامة للنفايات من خلال معالجتها محليًا، مما يساهم في خلق وظائف خضراء (صديقة للبيئة)، وتحسين مستوى الصحة العامة. كما يركّز على استعادة الموارد، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وحماية البيئة، بما يتماشى مع مبادئ الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة.

لتحقيق هذه الرؤية، يتضمن المشروع تطوير وتشغيل ثلاث وحدات متخصصة لإعادة التدوير iiiتقع في بلدية كرري الغربية، ivحيث تستهدف كل وحدة نوعًا مختلفًا من النفايات، بهدف تعظيم الاستفادة من الموارد وخلق قيمة اقتصادية واجتماعية مضافة. يساهم هذا النهج التخصصي في رفع كفاءة المعالجة، وتحقيق أقصى قدر من إعادة الاستخدام والتدوير. vوتشمل وحدات المشروع الثلاث ما يلي:

الوحدة1: منشأة لتدوير البلاستيك، تقوم بتحويل النفايات إلى حبيبات بلاستيكية عالية الجودة قابلة للتصدير.
الوحدة 2: منشأة لمعالجة النفايات العضوية، تُنتج سماداً عضوياً عالي الجودة للاستخدام في الزراعة ويسهم في دعم إنتاج الغذاء وتحسين خصوبة التربة بشكل مستدام.

الوحدة 3: محرقة للنفايات الطبية، تُعالج النفايات الخطرة بطرق امنه وفعاله وتقلل من المخاطر الصحية والبيئية على السكان والمجتمع بشكل عام.

من خلال اعتماد تقنيات إعادة التدوير الموجهة والمعالجة المحلية، تنسجم هذه المبادرة بشكل وثيق مع الاستراتيجية الشاملة لولاية الخرطوم، كما تدعم أهداف التنمية المستدامة وتعزز أفضل الممارسات في إدارة النفايات والانتقال نحو اقتصاد دائري viيركّز على الاستدامة والكفاءة في استخدام الموارد.

بدأ المشروع بمبادرة من ولاية الخرطوم ويُدار من قبل فريق حكومي متخصص، ويُموّل بالكامل من القطاع العام. ويتم تنفيذه تحت إشراف مؤسسات محلية رسمية. المشروع حالياً قيد التشغيل، حيث تم إنشاء الوحدات الثلاث كخطوة أولى لتطبيق عملي لمبادئ الاقتصاد الدائري، ويُنظر إليه كنموذج رائد يمكن توسيعه وتكراره على نطاق أوسع في مختلف أنحاء السودان.