المعهد يعقد خامس لقاءات سلسلة “حراك المدن” حول تأهيل التراث العمراني كموجّه في تطوير المدن المتوسطة – تجربة إسنا (مصر).
نظّم المعهد العربي لإنماء المدن خامس لقاءاته ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية “حراك المدن” وذلك مساء يوم الثلاثاء ٢٣ صفر 1446هـ الموافق ٢٧ أغسطس 2024م، وبحضور عدد من المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية ومجالات النقل الحضري. استهل اللقاء د. عبد الله ضيف الله، مدير اللقاء وأستاذ التخطيط العمراني، بنبذة تعريفية عن سلسلة لقاءات “حراك المدن”، وأشار إلى أهميتها في إثراء النقاش بين المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية من كافة الدول العربية. كما أكد أن الفائدة المرجوة من هذه اللقاءات تكمن في التعرف على مشاريع التنمية الحضرية الريادية وتبادل الأفكار حول آليات العمل ومقومات النجاح.
افتُتِح اللقاء بالحديث عن مدينة إسنا وتأهيل التراث العمراني في تطوير المدن المتوسطة، قدمها م. كريم إبراهيم، شريك مؤسس لشركة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، مشيرًا إلى أن مدينة إسنا تعد ثالث مدينة تاريخية في مصر تمتد لتاريخ مصر القديم مرورًا بالعصر اليوناني والروماني والعصور الإسلامية حتى العصر الحديث، ويعتمد اقتصاد المدينة الأساسي على نشاط الزراعة يليه نشاط التجارة حيث تشكل المدينة مركزًا تجاريًا للمناطق المحيطة.
وأشار إلى أن خطة تطوير “الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا ” تم تكليفهم به من قبل دولة مصر وهو مشروع ممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ويتم تنفيذه من قبل تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر ووزارة التعاون الدولي.
استعرض م. كريم أهداف مشروع الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا بدايةً من الحفاظ على مجموعة من أصول التراث الثقافي المادي وغير المادي بمدينة إسنا وحولها، وتطوير منتجات وخدمات سياحة عالية العائد تزيد من الفوائد الاقتصادية للمجتمع، تعزيز الصورة التسويقية لمدينة إسنا، كما تضمنت دراسة سلاسل قيمة السياحة الثقافية.
تناول م. كريم برامج التنمية الحضرية، بدءًا من ترميم وكالة الجداوي الأثرية، وإعادة تأهيل سوق القيسارية، تجديد واجهات المباني المتميزة معماريًا، تطوير منطقة الزيارة بمعبد خنوم، تأهيل شارع البازارات، إعادة استخدام الاستراحة الخاصة الملكية وتحويلها إلى فندق سياحي، إنشاء مخطط تفصيلي لمدينة إسنا. حققت من خلالها نجاح بتضاعف عدد الزوار من عام ٢٠١٧-٢٠١٩ ثلاثة أضعاف وهذا أكبر معدل نمو في تاريخ مصر. كما تلقت اهتمام عالمي حيث حصدت مدينة إسنا على جائزة منظمة السياحة العالمية للترويج في عام ٢٠٢٣ أفضل تجربة سياحية مستدامة.
وأكد بأن السياحة الثقافية مزدهرة وقائمة على المعالم الأثرية، مشيرًا إلى أن أهمية استمرار الجهود من قبل الدولة بالحفاظ على هذا التراث، سيعزز من مكانة المدينة ويجذب السياح ويشجع السكان بالعودة للسكن في تلك المباني بعد تأهيلها.
في نهاية اللقاء، شكر د. عبد الله ضيف الله الحضور على تفاعلهم ومشاركتهم القيمة، مشيدًا بالدور البارز للمهندس كريم إبراهيم في المشاركة في تأهيل التراث العمراني في تطوير المدن المتوسطة. وأكد على أهمية استمرار هذه اللقاءات لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين المختصين في التنمية الحضرية.