يعقد المعهد سادس لقاءات سلسلة “حراك المدن” حول تقييم المخطط الاستراتيجي لولاية الجزائر (2010-2019).
نظّم المعهد العربي لإنماء المدن سادس لقاءاته ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية “حراك المدن” وذلك مساء يوم الثلاثاء ٢٨ ربيع الأول 1446هـ الموافق ١ أكتوبـر 2024م، وبحضور عدد من المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية. استهل اللقاء د. عبد الله ضيف الله، مدير اللقاء وأستاذ التخطيط العمراني، بنبذة تعريفية عن سلسلة لقاءات “حراك المدن”، وأشار إلى أهميتها في إثراء النقاش بين المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية من كافة الدول العربية. كما أكد أن الفائدة المرجوة من هذه اللقاءات تكمن في التعرف على مشاريع التنمية الحضرية الريادية وتبادل الأفكار حول آليات العمل ومقومات النجاح.
افتُتِح اللقاء بالحديث عن مدينة الجزائر ورؤيتها الاستراتيجية الطموحة لتعزيز التنمية والتكامل الإقليمي، قدمها م. أمين بن عيسى، مهندس معماري ومخطط حضري وأستاذ مشارك في جامعة باريس السوربون، مشيرًا إلى أن الحكومة الجزائرية أعلنت عن رؤية استراتيجية جديدة في عام ٢٠٠٦م تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط. تم بناء هذا المخطط الاستراتيجي بناءً على الطموحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأشار إلى أن الإحصاءات تشهد نمو ديمغرافي ملحوظ في قطاع التعليم، حيث ارتفع عدد الطلاب من أقل من ١٠٠٠ طالب في بداية الستينات إلى أكثر من ١.٥ مليون طالب اليوم، مما يعكس زيادة الطلب في التعليم.
عرض م. أمين مشروع رئيسي في البحر الأبيض المتوسط يهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول المنطقة. وهو مشروع شبكة “المايكرومياج” الذي يقوم على تنظيم مدينة الجزائر الكبرى من خلال إنشاء طرق جديدة، كما تم طرح خطة لإعادة هيكلة النقل العام لتحسين جودة الخدمات. وأضاف إلى أهمية العمل تحت إطار الهندسة المرنة في تطوير المشاريع الجديدة.
تناول م. أمين المشاريع الجديدة في مدينة الجزائر، بدءًا من إنشاء مركز جديد حول الحرم الطبي في وارسو، وبالإضافة إلى بناء حرم قانوني، وأيضًا مركزية جديدة حول الجامع الكبير. وأكد على التركيز على التماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، لإنشاء مناطق نائية جديدة، بمبدأ إعادة التأهيل والعلاقة بين التنمية والاستدامة. تشمل مشاريع التطوير في الجزائر الطرق والواجهة البحرية والحدائق العامة، مع التركيز على الجمع بين التقاليد والحداثة.
أخيرًا، أكد م. أمين بأن الحكومة الجزائرية تلتزم بمبادئ التنمية المستدامة، كما نظمت الجهة المعنية معارض متنقلة لتقديم المخطط الاستراتيجي والمشاركة في مناقشة المشاريع بهدف تعزيز التعاون والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المرجوة. تعد هذه الخطوة بمثابة علامة فارقة في مسيرة الجزائر نحو مستقبل أكثر استدامة وتكاملًا على الصعيدين المحلي والإقليمي.
في نهاية اللقاء، شكر د. عبد الله ضيف الله الحضور على تفاعلهم ومشاركتهم القيمة، مشيدًا بالدور البارز للمهندس أمين عيسى في المشاركة في تقييم المخطط الاستراتيجي لولاية¬ الجزائر. وأكد على أهمية استمرار هذه اللقاءات لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين المختصين في التنمية الحضرية.