المعهد يعقد تاسع لقاءات سلسلة”حراك المدن”حول حوكمة إدارة الأراضي للتعامل مع تحديات النزوح والتنمية المستدامة في مدينة بيدوا الصومال أنموذجًا.
نظّم المعهد العربي لإنماء المدن تاسع لقاءاته ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية “حراك المدن” مساء يوم الثلاثاء 22 جمادى الآخر 1446هـ الموافق23 ديسمبر 2024، بحضور عدد من المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية..
استهل اللقاء الدكتور عبد الله ضيف الله، مدير اللقاء وأستاذ التخطيط العمراني، بنبذة تعريفية عن سلسلة لقاءات “حراك المدن”، مشيرًا إلى أهميتها في إثراء النقاش بين المختصين والمهتمين بشؤون التنمية الحضرية في الدول العربية كافة. وأكد على أهمية هذه اللقاءات في تسليط الضوء على مشاريع التنمية الحضرية الريادية، وتبادل الأفكار حول آليات العمل ومقومات النجاح.
افتُتِح اللقاء بعرض قدمه سعادة السيد عبد الله علي واتين عمدة مدينة بيدوا في الصومال، خبير في القيادة والتنمية وحل النزاعات.
ابتدأ حديثه عن التحديات التي واجهتها مدينة بيدوا الصومال، التي عانت من صراعات، وفترات من الجفاف، والنزوح الداخلي منذ عام 1991 حتى 2012. مروراً بمرحلة تعافي المدينة بعد تأسيس حكومة ولاية غرب الصومال في عام 2014، مستعرضاً آلية التعامل مع قضايا إدارة الأراضي وحل النزاعات، والجهود المبذولة لمواجهتها والتغلب عليها.
ذكر العمدة أن بيدوا تستضيف حاليًا أكثر من 700,000 نازح داخليًا (IDPs) هاجروا من المناطق الريفية والأراضي الوسطى للصومال، مما يجعل المدينة تواجه تحديات كبيرة في الخدمات والموارد ونزاعات ملكية الأراضي.
نتيجة لذلك، جاءت الإصلاحات من خلال تعاون بلدية بيدوا مع شركاء التنمية مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، والمنظمة الدولية للهجرة، بهدف تقديم حلول مستدامة لمعالجة تلك الأزمة.
استعرض العمدة أبرز النتائج الملموسة التي حققتها بلدية بيدوا في التصدي لتحديات ومعالجتها. حيث أنشأت قسمًا لإدارة الأراضي وسجلت أكثر من 5000 عقار، استفاد 70% منها من النازحين داخليًا. كما تم حل أكثر من 400 نزاع على الأراضي، مما أسهم في استقرار المدينة.
في غضون ذلك خصصت البلدية 15 كم مربع من الأراضي لإعادة توطين النازحين 3,416 أسرة نازحة، حيث تم تزويد هذه المواقع بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، إلى جانب توفير مساكن دائمة.
علاوة على ذلك، تم التخطيط لهذه المواقع ضمن خطة توسيع مدينة بيدوا، التي تضمنت تطوير بنية تحتية شاملة تشمل الأسواق، والطرق، والمرافق الصحية والتعليمية، وذلك في إطار الاستراتيجية الشاملة للمدينة للتخطيط الحضري.
استخلص حديثه مشيرًا إلى أهمية اتخاذ تدابير وقائية لمشاكل النمو العمراني، مؤكدًا على ضرورة تبادل الخبرات بين المدن عالميًا، وأهمية الشراكة بين الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات الدولية لمواجهة التحديات المشتركة.
في ختام اللقاء، شكر الدكتور عبد الله ضيف الله الحضور على تفاعلهم ومشاركتهم القيمة، مثنيًا على الدور البارز لسعادة عمدة مدينة بيدوا في قيادة هذا العرض المتميز حول حوكمة إدارة الأراضي للتعامل مع تحديات النزوح والتنمية المستدامة في مدينة بيدوا الصومال أنموذجًا. كما أكد على أهمية استمرار هذه اللقاءات لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين المختصين في التنمية الحضرية.
